انقاذ الأرواح والأطراف البشرية
في جميع أنحاء العالم، هناك خطر التعرض للقتل أو الاصابة بجروح بالغة بالنسبة لاولئك الذين يعيشون في مناطق الحروب السابقة من جراء الذخائر غير المتفجرة والمهملة. ويعالج الأردن هذه المشكلة بمساعدة صندوقين ائتمانيين يرعاهما حلف شمال الأطلسي (ناتو)
في جميع أنحاء العالم، هناك خطر التعرض للقتل أو الاصابة بجروح بالغة بالنسبة لاولئك الذين يعيشون في مناطق الحروب السابقة من جراء الذخائر غير المتفجرة والمهملة. ويعالج الأردن هذه المشكلة بمساعدة صندوقين ائتمانيين يرعاهما حلف شمال الأطلسي (ناتو)
يقول طه الذي فقد ساقيه عندما كان عمره 16 عاماً "بفضل هذا العمل قد يكون ربما من الممكن تجنب وقوع حوادث مثل تلك التي كنت أنا ضحيتها" و"ربما لن تحدث لشخص آخر، أو حتى لواحد من أولادي".
وكان طه قد تعرض للتشوه منذ عدة سنوات ، عندما كان يعمل في ورشة حدادة في الزرقاء ، ثاني أكبر مدن الأردن، اذ انفجرت قنبلة كان يعتقد أنها منزوعة الفتيل بينما كان يحاول اصلاح أحد المعادن فيها ، مما أسفر عن مقتل شخصين واصابة اخر.
ويشاطر طه الأمل الآلاف من الأردنيين في العيش في بيئة أكثر أماناً، حيث تتناثر بقايا المتفجرات في جميع أنحاء الريف والمدن نتيجة للصراعات التي نشبت بين عامي 1948 و 1975، مما يشكل خطرا كبيرا على المجتمعات المحلية.
انها ليست مجرد مسألة سلامة إنسانية، ولكنها قضية اجتماعية واقتصادية أيضا : فإلى أن تتم إزالة هذه الذخائر التي لم تنفجر، لا يمكن استخدام مئات الهكتارات بصورة آمنة.
بناء القدرات
في كانون الأول/ديسمبر 2007 ، أطلق حلف شمال الاطلسي مشروع الصندوق الاتئماني في الأردن لمساعدة البلاد على التخلص من هذه المواد الخطرة.
وكانت الخطوة الأولى تحديد مجالات الخطر ذات الأولوية. وقد أجري مسح لهذا الغرض بالتعاون مع اللجنة الوطنية الأردنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل.
يقول صاحب السمو الملكي الأمير مرعد بن رعد، الذي يرأس مجلس إدارة اللجنة الوطنية الأردنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل "لدينا 164 تجمع متأثر لاسيما في الجزء الشمالي. وقعت خلال عام 2008 ، للأسف 13 حادث أسفرت عن مقتل ستة أشخاص ".
ويسلم المشروع أيضاً المعدات المتخصصة بالبحث ويساعد في بناء قدرة القوات المسلحة الاردنية في البحث وتدمير الذخائر غير المنفجرة بأمان، وإدارة مخزونات الذخيرة.
بناء على تجربة وإنجازات المشروع الأول، تم إطلاق المشروع الثاني في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، والذي سيمول برنامجا تعليميا حول الألغام والمتفجرات من مخلفات الحرب، وستديره اللجنة الوطنية الأردنية لإزالة الألغام وإعادة التأهيل في ثلاث محافظات هي عجلون وجرش والزرقاء.
ويتضمن المشروع الجديد أيضا شراء وتركيب معدات لمرفق تجريد الذخيرة الذي بني حديثا في الزرقاء. وسيتم توفير التدريب التقني والإداري على النحو المطلوب.
بناء الثقة
هذه المشاريع التي أطلقت في الأردن هي أول مشاريع الصندوق الاتئماني في إطار الحوار المتوسطي لحلف ناتو.
يقول نائب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي السفير كلاوديو بيزونيرو حول إطلاق المشروع الثاني "هذا التركيز العملي يهدف إلى تحقيق نتائج ملموسة [...] ينبغي أن يساعد على بناء الثقة بيننا وأن يثبت للجمهور الأردني الأسس الموضوعية للعمل مع الحلف في إطار حوارنا المتوسطي".
من خلال مساهمات طوعية من الدول الاعضاء فى حلف الناتو والدول الشريكة، تدعم مشاريع الصندوق الاتئماني عملية نزع السلاح ومشاريع الإصلاح الدفاعي مع مشورة الخبراء والموارد.
تقود النرويج واسبانيا وسويسرا أول مشروع في الأردن. الدول المساهمة الأخرى هي النمسا وبلجيكا والجمهورية التشيكية والدنمارك وفنلندا وايسلندا وايطاليا والاردن وتركيا. و يقدر مجموع التكاليف بنحو 3.4مليون. وتقود إيطاليا المشروع الثاني بتكاليف إجمالية تقدر بنحو 2.6 مليون. وتقوم وكالة حلف شمال الاطلسي للصيانة والتموين بدور الوكيل المنفذ، والمشرف على المشروع.